لم تعد أهمية التعليم محل جدل في أي منطقة من العالم فالتجارب الدولية المعاصرة أثبتت - بما لا يدع مجالاً للشک - أن بداية التقدم الحقيقية بل والوحيدة في العالم هي التعليم ، وأن کل الدول التي تقدمت وأحدثت طفرات هائلة في النمو الاقتصادي والقوة العسکرية أو السياسية - بما فيها النمور الآسيوية - قد تقدمت من بوابة التعليم ولذا تضع الدول المتقدمة التعليم في أولوية برامجها وسياساتها حتى أننا يمکننا أن نلمح - بکل وضوح - أن أساس الصراع في العالم الآن قد تغير ؛ حيث أصبح في مجمله لا يعدوا إلا أن يکون سباقاً في التعليم ، وإن أخذ هذا الصراع أشکالاً سياسية أو اقتصادية أو عسکرية، فالجوهر هو صراع تعليمي لأن الدول تتقدم في النهاية عن طريق التعليم ، و خاصة التعليم الفني الذي أصبح عصب الصناعات المتقدمة في الدول الغربية ، و لعل التجربة الصينية في ذلک المجال من التجارب الرائدة التي يمکن الاستفادة منها ، فقد أدرکت الصين أن تطوير التعليم مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتطوير الاقتصاد وخلق فرص عمل حقيقيه عن طريق التوسع في الزراعه والتصنيع والتصدير والخدمات, و هذا عن طريق توجيه التعليم الي الوجهه المطلوبه من حيث توجيه الطلاب الي الترکيز علي التخصصات العمليه المطلوبة لسوق العمل مما يؤدي بدوره إلى خلق فرص عمل حقيقيه في هذا الاتجاه و تحقيق التنمية الاقتصادية للمجتمع و النهضة الهائلة التي أدهشت العالم ، و هذا التوجه هو ما نحتاج إلى نقله إلى المجتمع المصري حتى يمکننا استثمار التعليم في دعم الاقتصاد المصري و بالتالي النهوض بالمجتمع المصري في کل المجالات نهضة مماثلة للتجربة الصينية .
و لهذا تقوم الباحثة من خلال هذا البحث بدراسة العلاقة بين التعليم في الصين و التنمية الاقتصادية التي حققها المجتمع الصيني ، وکذلک دور التعليم في تحقيق و دعم النهضة الصينية المعاصرة.
لذا تنبع أهمية الدراسة في کونها تبحث مسألة هامة باتت من أهم ما يشغل المجتمعات في العصر الحالي ، و ذلک لأن دراسة هذه العلاقة بين التعليم من ناحية و النهضة و التقدم الاقتصادي من ناحية أخرى في النموذج الصيني تساعدنا في مصر والوطن العربي على الاستفادة من هذه التجربة من مختلف النواحي لتحقيق نهضات مماثلة لتلک النهضة الصينية ، و تکون مبعثا للأمل في تحقيق نهضة مماثلة للمجتمع المصري إذا سار على نفس درب التجربة الصينية في ربط التعليم بالمجتمع .
وهدفت هذه الدراسة للبحث في أسس النهضة المجتمعية المعاصرة في الصين و الدور الذي لعبه التعليم في النمو الاقتصادي في الصين و تحقيق النهضة الصينية المعاصرة واکتشاف العلاقة العضوية بين التعليم والنهضة وبين التعليم کأداة لإعداد وثقل الموارد البشرية وتنميتها بحيث تکون رأس مال ثقافي بشري تستند عليه النهضة المجتمعية ويدعمها واستنباط مدى اسهام النظام التعليمي الصيني - الذي يفترض أن يکون إحدى رکائز النهضة الصينية الحالية - وفي تحقيق هذه النهضة الصينية
The importance of education is no longer controversial in any part of the world. Today's international experience has proved beyond doubt that the beginning of real and even the only progress in the world is education, and that all countries that have advanced and made enormous strides in economic growth and military or political power The Asian tigers - have advanced from the education portal and therefore developed countries put education in the priority of their programs and policies so that we can clearly point out that the basis of the conflict in the world now has changed; in all it is only a race in education, This conflict took political forms or an economy Or military, the essence is an educational conflict because the countries are finally progressing through education, especially technical education, which has become the nerve of advanced industries in Western countries, and perhaps the Chinese experience in that area of the pilot experiments that can be used, Education is closely linked to the development of the economy and the creation of real employment opportunities through expansion in agriculture, manufacturing, export and services. This is by directing education to the required level in terms of directing students to focus on the practical specialties required for the labor market, which in turn creates real job opportunities In this This trend is what we need to transfer to the Egyptian society so that we can invest the education in supporting the Egyptian economy and thus promote the Egyptian society in all fields a renaissance similar to the Chinese experience.
Therefore, the researcher examines the relationship between education in China and the economic development achieved by Chinese society, as well as the role of education in achieving and supporting the contemporary Chinese Renaissance.
Therefore, the importance of the study stems from the fact that it is considering an important issue that has become one of the most important concerns of the societies of the present age, because studying this relationship between education on the one hand and Renaissance and economic progress on the other hand in the Chinese model helps us in Egypt and the Arab world to benefit from this experience. In various ways to achieve similar renaissance of the Chinese Renaissance, and it is hoped to achieve a similar revival of Egyptian society if he followed the same path of Chinese experience in linking education to society.
This study aims to examine the foundations of contemporary social renaissance in China, the role played by education in economic growth in China, the realization of modern Chinese renaissance, the discovery of the organic relationship between education and renaissance, and education as a tool to prepare and develop human resources. Supported by the Chinese educational system - which is supposed to be one of the pillars of China's current renaissance - and to realize this Chinese renaissance
أحمد إبراهيم, عيدة. (2015). التعليم و علاقته بالتنمية الاقتصادية و النهضة المجتمعية في الصين دراسة تحليلية. دراسات فى التعليم الجامعى, 30(عدد خاص), 519-543. doi: 10.21608/deu.2015.19342
MLA
عيدة محمد أحمد إبراهيم. "التعليم و علاقته بالتنمية الاقتصادية و النهضة المجتمعية في الصين دراسة تحليلية", دراسات فى التعليم الجامعى, 30, عدد خاص, 2015, 519-543. doi: 10.21608/deu.2015.19342
HARVARD
أحمد إبراهيم, عيدة. (2015). 'التعليم و علاقته بالتنمية الاقتصادية و النهضة المجتمعية في الصين دراسة تحليلية', دراسات فى التعليم الجامعى, 30(عدد خاص), pp. 519-543. doi: 10.21608/deu.2015.19342
VANCOUVER
أحمد إبراهيم, عيدة. التعليم و علاقته بالتنمية الاقتصادية و النهضة المجتمعية في الصين دراسة تحليلية. دراسات فى التعليم الجامعى, 2015; 30(عدد خاص): 519-543. doi: 10.21608/deu.2015.19342