يعد التطرف من أکثر القضايا إثارة للجدل والاهتمام من قبل رجال الفکر والتربية والثقافة والدين ، ذلک أن نمو الظاهرة وانتقالها إلى أطوار وأشکال جديدة - ربما لم تکن موجودة من قبل- ، يدعونا إلى قراءة أکثر عمقاً ، بعيداً عن التبسيط الذى قد يخل بالتحليل الدقيق لتلک الظاهرة بل محاولة لفهم الظاهرة بأبعادها الشاملة وتشخيص المشکلة بصورتها الحقيقية(1) ، ودراسة المتغيرات والأبعاد الجديدة التي بدأت تأخذها وذلک من منظور فکرى تربوى ، يلقى الضوء على ماللتربية فيها وماعليها.
والمعروف أن التطرف الفکري له آثاره ونتائجه من الأضراراً الدينية ، والسياسية ، والاجتماعية ، والاقتصادية ، والتنموية کما أوضحت ذلک العديد من الدراسات الاجتماعية والتربوية. وعلى الرغم مما يُبذل من جهود على المستوى المحلي والعربي والإسلامي في التصدي للإنحراف الفکري ، فإن انتشاره يزداد ، ويرجّح أن أهم أسباب اخفاق المجتمعات الإسلامية في هذا الصدد هو تجاهل دور التربية أو الاعراض عن هذا الدور الذي يشکّل المعادلة الصعبة والرقم المهم في حسم المعرکة مع هذا الوباء الذي ابتليت به هذه المجتمعات.
ويؤکد البعض أن ضعف التنشئة الفکرية هو أحد أسباب التطرف الفکرى لدى بعض الأفراد ، إذ مع ضعف هذه التنشئة يتراجع بالضرورة الشعور بالقواسم المشترکة بين الناس ، وتعتبر المؤسسة التربوية ذات دور محوري في تحديد اتجاهات التنشئة الفکرية والاجتماعية وبلورة مساراتها. وبالقدر الذي تسود هذه المؤسسات إرادة التطور ، بالقدر الذي نجد جيلاً طموحاً متطلعاً إلى البناء والإبداع والتنمية ، الذي تستنهض بالضرورة روح التعايش باعتبارها أساساً ومنطلقاً للبناء والنهوض بالمجتمع
ورغم الدور الإيجابي الذي تؤديه التربية في تفعيل آليات الضبط في المجتمع إلا أن التغيرات الاجتماعية والثقافية التي يمر بها العالم والمجتمع في الوقت الحاضر أصبحت تفرض على القائمين على العملية التربوية فى الأسرة والمدرسة وغيرها مسؤوليات مضاعفة تتجاوز حدود التعليم في نمطيته التقليدية ، وتفرض عليهم أيضاً الاطلاع بدور أکثر أهمية في تشريب الناشئة المعايير والقيم التي تحافظ على أمن واستقرار المجتمع. إن المسئولية التربوية في الوقت الحاضر أصبحت تعاني اليوم من الکثير من الضغوط بسبب قصور البعض عن أداء أدوارهم المنوطة بهم مما يتطلب إعادة النظر فيها بعقلية انفتاحية لا ترفض القديم کله ولا تقبل الجديد کله دون دراسة وتمحيص ، وفى نفس الوقت تراعى حدود الاعتدال والوسطية فى بعيدا عن الشطط والانحراف
لذا يسعى البحث الحالى الى معرفة کيفية مواجهة المؤسسات التربوية مشکلة التطرف الفکرى من خلال التربية الوقائية ؟ أو : مامنهج التربية الوقائية فى تفعيل دور المؤسسات التربوية لمواجهة التطرف الفکرى وما أخطار التطرف الفکرى ونتائجه على المجتمع وما أبرز التحديات الإقليمية المصاحبة لموجات التطرف الفکرى وما متطلبات التربية الوقائية فى مواجهة التطرف الفکرى ؟
Extremism is one of the most controversial and interesting issues of intellectuals, educators, educators and religion. The growth of the phenomenon and its transition to new phases and forms - perhaps never before - invites us to read more deeply, But an attempt to understand the phenomenon in its comprehensive dimensions and diagnose the problem in its real form (1), and study the new variables and dimensions that have begun to take it from the perspective of educational thought, sheds light on the culture and the environment.
It is known that intellectual extremism has its effects and consequences of religious, political, social, economic and developmental damage, as many social and educational studies have shown. Despite the efforts exerted at the local, Arab and Islamic levels to counter intellectual drift, its spread is increasing, and it is likely that the most important reasons for the failure of Islamic societies in this regard is to ignore the role of education or the symptoms of this role, which is the difficult equation and the important figure in resolving the battle with this The epidemic that afflicted these societies.
Some emphasize that the weakness of intellectual formation is one of the causes of intellectual extremism in some individuals. With the weakness of this formation, the feeling of common denominators is necessarily reduced. The educational institution has a central role in determining the trends of intellectual and social formation and the development of its paths. To the extent that these institutions have the will to develop, to the extent that we find an ambitious generation looking for construction, creativity and development, which necessarily stimulates the spirit of coexistence as a foundation and starting point for building and promoting society
Despite the positive role played by education in activating the mechanisms of control in society, the social and cultural changes that the world and society are undergoing nowadays impose on the administrators of the educational process in the family, school and other responsibilities double the limits of education in its traditional pattern. More important in infusing emerging standards and values that maintain the security and stability of society. The educational responsibility at the present time is now suffering from a lot of pressure because of the lack of some of the performance of their roles assigned to them, which requires reconsideration with an open mentality does not reject the whole old and does not accept the whole new without study and scrutiny, at the same time take into account the limits of moderation and middle in away from Excessive and perverse
So the current research seeks to know how educational institutions face the problem of intellectual extremism through preventive education? Or: Preventive education curriculum in activating the role of educational institutions to confront intellectual extremism and the dangers of intellectual extremism and its consequences on society. What are the regional challenges associated with the waves of intellectual extremism and the requirements of preventive education in the face of ideological extremism?
حسن محمد, محمد. (2015). التربية الوقائية للمؤسسات التربوية فى مواجهة التطرف الفکرى. دراسات فى التعليم الجامعى, 31(31), 243-298. doi: 10.21608/deu.2015.19277
MLA
محمد النصر حسن محمد. "التربية الوقائية للمؤسسات التربوية فى مواجهة التطرف الفکرى", دراسات فى التعليم الجامعى, 31, 31, 2015, 243-298. doi: 10.21608/deu.2015.19277
HARVARD
حسن محمد, محمد. (2015). 'التربية الوقائية للمؤسسات التربوية فى مواجهة التطرف الفکرى', دراسات فى التعليم الجامعى, 31(31), pp. 243-298. doi: 10.21608/deu.2015.19277
VANCOUVER
حسن محمد, محمد. التربية الوقائية للمؤسسات التربوية فى مواجهة التطرف الفکرى. دراسات فى التعليم الجامعى, 2015; 31(31): 243-298. doi: 10.21608/deu.2015.19277